a7la smile المديرة العامة
الجنس : عدد المساهمات : 324 نقاط : 659 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 28/07/2010 العمر : 31 الموقع : ف بيتنا يعنى عند بابيتى وماميتى المزاج : مبسوطة
| موضوع: اين الحب الصحيح وطرق الحصول عليه الأحد أغسطس 08, 2010 8:13 am | |
| المفتاح
مقال للدكتور مصطفى محمود فى كتابه الأحلام
أين الحب الصحيح ؟
إن علاقتنا مشوهة .. لأن مجتمعنا يتصارع .. ويدخل كل اثنين فى سباق غير شريف ، غير متكافئ .
كل واحد شعاره ... أريد أن أفوز... أريد أن أنتصر ..
كل واحد شعاره .. أنا .. أنا .. أنا
والنتيجة أن حبنا يمسخه الغرور .. والأنانية .. والكبرياء .. والتعاظم .. والأمراض النفسية .. والعقد .
حبنا مجرد علاقة ينفث كل منا فيها سمه وعسله وما أكثر السم .. وما أقل العسل .
كيف تفسر عواطف رجل لا تحركه إلا زوجات الآخرين أتكون هذه العواطف حباً ... لا يمكن ، إنها نوع من المبارزة تنتهى فورتها وحماسها بمجرد الإنتصار .
إنه يريد أن يوضع فى محل المقارنة من رجل آخر وينتصر عليه ... والزوجة فى هذه اللعبة مجرد مادة لغروره .. والحب مسرة عقلية لا عاطفة فيها بالمرة ..
وقد يظل الزوج يكره زوجته حتى يغازلها رجل آخر فيهتاج ويثور ويغلق عليها الأبواب والنوافذ ويلقى بالتليفون فى الشارع .. ويأخذ فى الإلتفات إليها وإلى محاسنها .. ويأخذى فى مغازلتها ..
أيكون هذا الحب الفجائى حباً .. لا .. إنه مجرد كرامة .. إنه لا يحتمل أن يكون الفاشل فى معركة غزل ..
أين الحب الصحيح غذن ؟ .. أين هو تحت ركام هذه العقد والإنحرافات ؟ إنه موجود .. مثل الماء فى باطن الأرض يكفى أن تدق عليه ماسورة فينفجر فى ينبوع لا ينضب .
الحب إحساس جاهز فطرى فى داخلنا .. ينمو إذا واتته الظروف .. وهو ينمو دائماً من الداخل .. بدون مؤثرات بهلوانية من الخارج .. وبدون تمثيل وإفتعال وكذب ...
وهو يضيع ويفقد فى اللحظة التى يبدأ فيها الإثنان يصنعانه صنعاً كما تصنع الأدوية التركيب من أخلاط العواطف والتاكتيكات والمؤثرات ..
إنه إحساس داخلى فطرى ينمو بطريقة تلقائية .. بدون قصد من إلتقاء اثنين .
ويبدأ بإحساس فطرى بالسرور والفرح والسعادة والإرتياح لمجرد التلاقى .. بدون الحاجة إلى كلام ... أو محاضرات .. ثم ينمو .
ويأخذ كل حبيب يعطى من ذات نفسه لحبيبه دون أن يدرى .. يأخذ فى التضحية دون أن يدرى إنه يضحى .. ويتبادل الإثنان اهتمامات كثيرة لا حصر لها ... فكل منهما يهتم بالآخر ويحمل همومه .. ويتعذب بعذاباته .. ويقلق لقلقه ... ويفرح لفرحه ..
وكل منهما لا يطلب شيئاً من الآخر ... غنه يعطى ولا يطلب ... إنه يريد أن يرى حبيبه كما هو .. لا أكثر .
وهو لايجد حاجة إلى الكذب والإدعاء والتمثيل وهو يحس بالمان إلى جواره .. يحس بأنه سكن يأوى إليه ويستريح حيث الظل والماء والطعام والفراش المريح ..
وهذا الإحساس بالسكن والإكتفاء هو الذى يعطيه الشعور بالأمان .. وبأنه فى غنى عن كل الناس.
وفى حب حقيقى .. توجد لذة من نوع آخر غير لذة الصداقة والإنسجام العقلى .. لذة هى مزيج من السخونة والتخدير والتنميل ... ونوم مؤقت فى التفكير يبعث فى الجسد التلذذ .. والإسترخاء .. ويبعث فى القلب تفتحاً وإشراقاً .. ويجعل الكلام والضحك شبيهاً بالإحتضان .
وفى حب حقيقى عنيف يمكن أن تؤدى القُبلة ما تؤديه لذه جنسية كاملة .. ويمكن أن تكون لمسة اليد شيئاً لذيذاً .. ممتعاً..
والحب الصحيح خال من الغرض .. وإنما تأتى الأغراض فيما بعد .. حينما يحس كل حبيب بأنه عاجز عن الحياة بدون الآخر ، وبأنه فى حاجة إليه كل يوم وكل لحظة ، ولا وسيلة إلى ذلك فى مجتمعنا إلا بالوزاج ..
ولهذا لا يكون الزواج هدفاً مقصوداً من البداية ، وإنما يكون نتيجة يتورط فيها الإثنان لفرط ما هما فيه من الحب ...
حتى الإخلاص لا يتم باتفاق وتعاقد .. وإنما يتم من تلقاء نفسه حينما يحس كل من الحبيبين بأنه يمتلئ بالآخر ، وبأنه لا يجد مكاناً فى نفسه لحب ثان ..
إنه يصحو فيكتشف أنه مخلص .. وان ذهنه محصور فى شخص واحد .. يدور فى فلكه ..
هذا هو الحب الصحيح لكن كيف نحصل عليه ؟ لا توجد إلا وسيلة واحدة .. أن نتغير .. أن نصل إلى درجة من الطهارة الداخلية ... أن نغسل انفسنا أولاً بأول من سموم ورواسب مجتمعنا ، وهذا ممكن إلى حد كبير ...
وهو غير ممكن فى الطبقات الفقيرة المطحونة التى تعيش تحت مستوى الحياة .. ولا فى الطبقات المتخمة البليدة التى تعيش فى حالة قمار وتبذل ومراهنات وحفلات وأكاذيب ..
إن الطبقة الأولى فى حالة عدم وعى ، والطبقة الثانية تعيش حياة تنكرية كرنفالية كل ما فيها مزيف حتى قطع الثياب .. حتى الإنحناءات والمجاملات فرنسية .
إن الحرب الطاحنة بين الأفراد .. والحياة التى تشبه المزاد .. هى سر المسخ فى علاقات الحب والصداقة ...
وليس معنى هذا أن نقف عاجزين عن الحب .. ففى الإمكان دائماً أن نفعل شيئاً .
فى الإمكان تطويع السلوك لعلاقات المجتمع المريضة .. وفى الإمكان تعصيته ..
فى إمكانك أن ترفض الرشوة والكذب والسرقة ، وفى إمكانك أن تقاوم الغرور والنانية ، وأن تكتشف عيوبك النفسية وتعالجها .
فى إمكانك أن تقوّم سلوكك بالنقد .
وفى إمكانك أن تضيف سوستة عند كل مطب إجتماعى تقع فيه ، فتتجنب الإصابة بجراح ورضوض فى أخلاقك .
فى إمكانك أن تتجنب الترخص والصغار فى سبيل متعة مؤقتة .. وانتصار تافه ..
فى إمكانك أن تفعل كل هذا واكثر إذا بلغت النضج وأدركت القيم وأحسست بوزن كل قيمة و مكانها الطبيعى : و أنا شخصياً أعتقد أن الحب الصحيح موجود .. وممكن ويستحق أن نتعب من أجل الحصول عليه ... | |
|